هلوسات مغترب - نزيف -(4)

]بسم الله

عزيزي القارئ

هذه المرة لن أتوه بكم في مجاهل اللغة العربية (عشقي الابدي) ،، لكنني سأحدثكم باللغة الغربة ،، لغة ليست حروفا ، بل مشاعر ،، لغة ليست قواعد ، بل قسوة ،، ليست نحوا ، بل نحيبا ، وليست صرفا ولا جناسا ولا طباقا ،، بل غرقا واختناقا واحتضارا ،، لغة ليست ماضيا ومضارعا ومستقبلا ،، الغربة التي هي ،، شوق وحنين وشغف ،،،،،،،،

والغربة التي هي أشياء كثيرة :
أشياء ما عادت ضمن قاموس مشاعرنا ،، محيت ،، وصارت عيبا عبئا ،، أشياء بلا معنى ،، بلا أصل ،، صارت تاريخا يفقد طعمه ، ومستقبلا تحت سقف المجهول .
غربة هي ،، أن يتجاهل الأخ أخيه ، فلا يعرفه تائها في شوارع الحاجة وأزقة الحرمان
غربة هي ،، أن تعمى قلوب الأبناء في عيون الآباء الدامعة شوقا وشفقة
غربة هي ،، أن يذبل جذر الأم في عروق زيف الوله من أجل جسد امرأة ثانية
الغربة حادث اصطدام قاتل مع الحياة ، وانفجار اسود للكيان ، وهزة أرضية تخسف الذات ، وتلاشي بلا أزل للمعايير

وهي أيضا

أن تتعفن الكلمة الحلوة في جوفك فلا تجد من يستحقها، وأن ترسو الكلمة القاسية المجافية راسخة في الأعماق.
أن تفقد خارطة كنز الوفاء ، وتصبح الطفولة بطاقة مسبقة الدفع ، والحب كلمة عابرة كالدخان ، والإخلاص سلوك من الطراز القديم

أن تنحدر الدمعة على وجهك ولا يسمع لك إجهاش ، ويغرق صوتك في العتمة وأنت تتألم ، ويسيل دمك دون أن ترى نزيفا ، وتسودّ الدنيا في ناظريك قبل أن يحل الظلام

أن تشيع جنازة حكايات أجدادنا القديمة ، وان يأتي العيد بأعين زائغة وأكف قاحلة لا دفء فيها ، وتتهرأ زغاريد صبايانا عطشا في صحراء جفوتنا للفضيلة ، وتمر أعراسنا زعيقا في المصاديح ، أبطالها نشاز من كل حدب وصوب ، ومناحات على زمن ولى ، وأزياؤنا تصير أسمالا من أكياس البلاستيك والورق المستورد

الغربة أن البراءة مفرد مسبق الصنع نتعلمه في المدارس ، وأن الإيثار خرافة سخيفة وحكاية مجهدة سمعناها قديما ، وابتسامة الود عملة صدئة تلمع في متاحف الذاكرة

الغربة أن تتألم ولا تتكلم ، أن تسخر أنينا تحت صخرة الاستلاب والمسخ ، وأن يقهقه جرحك وتكتم ، الغربة أن يهرب منك عبق الورد ، ويشرد منك الامان بألوانه الزاهية ، وأن تكون المشاعر زمن أفل ومضيعة للوقت ، وان الهمسة بصمة خيانة ، ونبض القلب جريمة ، وشجن العقل جنون

الغربة يا حبيبي القارئ، مهما كنت ، وأيا كنت ،،،، هي أن تطبق الدنيا عليك شفاهها قبل ان تحتضنك الارض في ثراها ، فتتنفس ميتا ، في حين أنك ملكا بين الغرباء
وللحديث شجون وبقية
الصادق دهان

[/right]

الاستاذ الفاضل

أى أبداعات... رائعه سطرتها عن الغربه
وأى حقائق... تلك التي كنا نعيشها في غربه ولم نكن ندرى....؟؟
الغربه يأستاذى الفاضل... أن تمنح قلبا صادقا... وتمد يدا قويه وانت تحلم بل تتخيل بأنك قد منحت ومددت حقيقه فإذا غربتك تحوى قلبك وترد يدك...؟؟؟
الغربه ان.. تعيش حبا... وترسم حلما كل ليله عندما تنام... وتصبح فإذا بها كسرة الخاطر.. واغتيال الحلم... ؟؟
الغربه هي ان ينزف قلبك وجعا ولاتراه الا انت...
الغربه أن تكون ميتا... ولاتشعر بالموت الا انت ...
الغربه .....غربه النفس.. .. والقلب... والالم .... والوجع

لله درك كيف استطعت... أن تمنح للغربه بطاقه سفر داخل قلبي

احترامي

منتهى

موضوع: كالعادة الخميس مايو 21, 2009 11:32 pm

المبدعة / منتهى

لله درك كيف استطعت... أن تمنح للغربه بطاقه سفر داخل قلبي

صورة رائعة تشرق من مبدعة تفتح نوافذ بافق لا نهاية له على الغربة ،،

رائعة هذه الاضافة الواعية التي التقطت كثير من كنوز الغربة ،، لتضيف الى مخزون العبر المتآلفة مع الق الغرباء
مع كل الود والتقدير
الصادق دهان

» هلوسات مغترب (5)
» هلوسات مغترب (6)
» هلوسات مغترب - كاترين - (1)
» هلوسات مغترب - الصدفة -(2)
» هلوسات مغترب - عادي - (3)