هلوسات مغترب - عادي - (3)

عادي - كل حلم وأنت طيب

أكاد لا اشعر باللحظات التي تتعلق فيها أمنياتي بحلم أطياف النعاس قبل بزوغ فجر كل الناس إلا أنا.
هل أتعافى.... ؟
أما عدت مهجتي التي أعلقها فرحا على شرفات كانت ترتادها البهجة ؟
أحقا لم تعد بوابة سباتي التي تستوقف أحلامي ، وان أذنت ،،،، هل لأن نعاسي وحلمي وأوهامي ترادف كان أنت عنوانه.... ؟ .
كل حلم وأنت طيب ، وكل ليلة تجهش العتمة وترتجف بين أحضاني هلعا إليك ، وكل ضمة من ذكريات باكية تتوسد في منتصفها دموعا لأجلك ،، وكل نفس من عطر تشم عطرا عتقا من تراتيل غابات الصنوبر ،، وكل فجر يغسل مآقي الندي ويبللها لك ،، الحنين والغياب ، والترقب ، والانتظار المنثور على الأبواب ،، منذ كان .. منذ الرحيل،، منذ كان الموت بطعم فصول كل الأعوام ، قبل ان يسرقوا منك وجهي وتفلت منك اللحظات وتصير مثلهم .
هل تعافت المناسبات والأماكن من حرائق الشوق والانتظار ؟،، أعادت قاحلة منذ عطشي الأول.... ؟ منذ أن كان الفراغ يسكن وسادتي شغوفا برقة الإجهاش المتكاثر ؟،، لماذا لم اعد اثنا ثر رذاذا صحوا في شغف عطر الغابات المنسية ؟ ،،، لماذا لم تعد تشجيني براري الوجوه المغرية ، ووحشة صور الغياب والنسيان ؟ .
عندما صار التشابه قناعة تعودت ارتداءها ،، وصارت السكينة ظلا سياجا في حدائق الريح ،، وأنفاسا عاصفة ، وتشابها يسترخي في دمي فلا يكترث للحنين ووشي الولع ،، صارت الهزائم تطفئ الجسد وقلب يستسلم لمعاول الخوض وبوح الزمن .
لأنك صرت العادي ونهاية نبات متشابه يسكن حدائق أنفاسي ،،
حين كنت دلالة الحقيقة ورمز الوجود ، كانت المسافة تتقد بيننا ، وكان للانتظار معنى ، والغياب يهزم النسيان ويؤجج حرقة التلاقي ،، وجذور الغربة تتوحد ويحل الآخر فينا ، لكنك صرت العادي تتنفس ككل البشر وتعيش العبث.
الأبواب والمسافات تقترب وتنأى تجتر الذهاب والمجيء ، والخطى ثقلت كأني أعبرها نحو بداية المسير ، يتجدد خطوي المثقل فيقتلني الحنين بلا خطى ، السنين تجف بلا فرح فلا أصل إلا متلاشيا ، تخفق الرؤيا وأتخفى ، تبتعد الأبواب مرة أخرى ففي وجودك صار اليقين ،، ،، عادي.
ملمس الفرح عادي ، والعادي يسرق أيامي ، والمسافات تاهت بين الفرح والعادي ، أتخفى لأن العبور فوق شوقي هنا لم يعد إلا العبور العادي.

الصادق دهان

بسم الله

هلوساتك أيها المغترب

تستفزني وتحاول ان تنبش معان جميلة تعيش داخلي منذ زمن بعيد
نص جميل وهلوسات أعجب
مزيدا من الهلوسة ولي عودة الي نصك قريبا

تلميذتك منتهى

العزيزة / منتهى

اعجبني طلبك ( مزيدا من الهلوسة ) ،، غير انني بصدق ،، لا احجب هلوساتي ، فهي ستأتي تباعا ، وهي ليست ابداعا ، لكنها قرأة في السيرة الذاتية لحياة مغترب ، وانا في الواقع لا استفز احدا ، ولا انبش شيئا في عمق أو تاريخ احد ، ولكن قد يوافق ما اهلوس به واقعا ما ، فتكون هلوساتي اقرب الى واقع البشر ،

انتظر عودتك الى النص بشغف

وتقبلي مودتي

الصادق دهان

» هلوسات مغترب (5)
» هلوسات مغترب (6)
» هلوسات مغترب - نزيف -(4)
» هلوسات مغترب - كاترين - (1)
» هلوسات مغترب - الصدفة -(2)