السلام عليكم
استذكارا ، ولا أقول تخليدا لكتابات المبدع الشعبي زازال الذي غادرنا ووعد بالعودة حين ينتهي من توليد شياهه وحلبها وجز صوفها وصناعة (جرد زمني) مثل ما قال ، وحين تكف تلك النعاج عن غثائها الذي لا ينقطع ، وينتهي هو من غناء مواله ،،سيعود زازال (لقد وعد) ،، ووفاء مني لوعد قطعته على نفسي أن اروي لكم قصة كان يريد نشرها قبل أن يرحل ،،، فاني أريد أن أتخلص من هذا الوعد فانشرها ولكن ليس كما كتبها بعاميته الممتعة ولكن بفصاحتي الأكثر متعة.
يقول : كان في زمن مضى حاكما (لا هو ظالم ولا هو عادل) خطرت بباله فكرة (جهنمية) فاستدعى وزراء ثلاثة كانوا ضمن طاقمه الوزاري ، وطلب من كل وزير أن يأخذ كيسا ، ويذهب به إلى بستان في أحد قصوره العامرة ، ويملأ كل منهم كيسه بمختلف الطيبات من الثمار والمزروعات التي تنتشر في البستان ، وطلب منهم ألا يستعينوا بأحد في تنفيذ المهمة ، وأن لا يسندوها إلى أحد غيرهم ، استغرب الوزراء طلب الحاكم ، ولكن كما هي عادة أعضاء الحكومات لم يترددوا (نفذ تم ناقش) فأخذ كل واحد منهم كيسه وأنطلق إلى البستان ينفذ الأمر.
الوزير الأول:
حرص على أن يرضي الحاكم قدر المستطاع فجمع من كل الثمرات أفضلها وأجود محصولها فصار يتخير الطيب والجيد والناضج من الثمار حتى ملأ الكيس.
الوزير الثاني:
كان مقتنع بأن لا حاجة للحاكم بالثمار ولا يريدها لنفسه وبالتالي لم يتفحص الثمار ولم يتخيرها بل قام بجمعها كما تأتى بكسل وإهمال فلم يفرز الطيب من الفاسد حتى امتلأ الكيس كيفما اتفق.
الوزير الثالث:
فقد كان متيقنا أن الملك سوف لن يهتم بمحتوى الكيس أصلا فملأه بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار والقش بحث يبدو كأنه مليء بثمار ذاك البستان
في اليوم التالي أمر الحاكم أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع أكياسهم ، فلما اجتمع الوزراء بحاكمهم نظر فيما جمعوا من بعيد ، وأمر الجنود بأن يؤخذ الوزراء الثلاثة ويتم حجزهم منفردين كل مع كيسه ولمدة ثلاثة أشهر بحيث لا يصل إليهم أحد , وأن يمنع عنهم الأكل قطعيا ،،،، ماذا حدث ؟؟
الوزير الأول
ضل يقتات بحكمته من طيب ما جمع من الثمار التي جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة.
الوزير الثاني
عاش شهور الحجز الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح من الثمار التي جمعها.
الوزير الثالث
مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول
ويسأل زازال : من أي نوع نحن يا ترى ؟ ،، فنحن الآن في بستان الدنيا ، ولنا الوقت والحرية أن نجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة ، ولكن غداً عندما يأمر ملك الملوك أن نسجن على انفراد كل في قبره ، ذلك المكان الضيق المظلم ، بلا أنيس ولا رفيق ولا وقت ولا حرية ؟؟
ماذا نعتقد سوف ينفعنا غير طيبات الأعمال التي جمعناها في حياتنا الدنيا ؟
الخلاصة:
فليتوقع أيا منا أن أليوم هو آخر يوم مما تبقى من حياتنا ، فلنحرص على أن نجمع من الأعمال الصالحة على الأرض لننعم بما جنته أيدينا في الآخرة... لأن الندم لاحقاً لا ينفع.
الصادق دهان
ملاحظة : أوصاني طيب الذكر ابن العم زازال ان القصة يهديها لكل آلـ دهان وعلى الخصوص الوردي ومنتهى