قصتنا جميعا
قصة مصاغة
يحكى أن أحدهم ، وفي يوم من أيام الإجازات كان في رحلة مع زوجته وأولاده ، وفى طريقهم قابلوا شخصا واقفا عند ناصية الطريق فاستوقفهم في حاجة ،،
فسأله رب العائلة : من أنت'؟
قال : أنا المال ابن الثروة ، وأريد أن أرافقكم إلى حيث تقصدون .
فسأل الرجل زوجته وأولاده: هل ندعه يرافقنا ؟
فقالوا جميعا : نعم بالطبع ، نحتاج للمال ، بواسطته يمكننا فعل ما نريد ، وبه يمكننا أن نمتلك أي شيء ، فركب معهم المال ، ومضوا قاصدين مبتغاهم ، حتى قابلوا سيدة على الطريق فاستوقفتهم هي الأخرى .
فسألها الأب : من أنت؟
قالت : أنا السلطة ابنة الجاه أرسلت لكم لأكون معكم.
فسأل الأب زوجته وأولاده: هل ندعها تركب معنا ؟
فأجابوا جميعا بصوت واحد : نعم بالطبع ، بالسلطة نستطيع إن نفعل ما نشاء ، وان نمتلك ما نشاء ، فابتسمت السلطة بخبث وصعدت إلى جانب المال ،
وسار ركبهم في أمان الله يكمل رحلته، وفي كل منعطف وبعد كل مسافة كانوا يقابلون أشخاصا كثيرين يمثلون مختل شهوات وملذات ومتع الدنيا.
إلى أن قابلوا شخصا مهيبا يشع نورا فاستوقفهم كما فعلوا الآخرين.
فسأله الأب : من أنت ؟
قال : أنا دين الله الحنيف أرسلت من أجلكم في الدنيا والآخرة.
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد : اعذرنا أيها المهيب ،، عذرا ليس هذا وقتك نحن الآن نريد الدنيا ومتاعها ، وأنت ستحرمنا منها ، وستقيدنا بالالتزامات وتعاليم لا قبل لنا بها ، من حلال وحرام وصلاة وصيام و و و وسيشق ذلك علينا ، ولكن سنعود إليك بعد إن نستمتع بالدنيا وما فيها ، وتركوه وواصلوا مسيرهم لإكمال الرحلة.
وفجأة اعترضتهم نقطة تفتيش (كتب) في بدايتها كلمة (قف) ، ووجدوا رجلا يأمر الأب بالنزول من السيارة وتقديم أوراقه الشخصية وهوية كل الركاب الذين معه ،، وبعد أن استعرض المفتش قائمة الركاب قال : أنا أفتش عن الدين ،، هل هو معكم ؟
فأجاب الأب: لا، لقد تركته على مسافة ليست بعيدة من هنا، دعني أعود إليه وآتيك به.
فقال له الرجل: انك لن تستطيع فعل هذا، فالرحلة بالنسبة لك انتهت والرجوع مستحيل ، وما عليك إلا أن تذهب معي.
فقال الأب : ولكن لماذا ؟؟ فأنا معي أسرع وسائل المواصلات ، ومعي المال ابن الثروة ، والسلطة ابنة الجاه ، والمنصب والزوجة والأولاد و..و..و..و.
فقال له الرجل: الرحلة انتهت ،، هؤلاء جميعا لن ينفعوك عند الله شيئا، وستترك كل ذلك، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق
فوجم الأب في ذهول ولم ينطق للحظات ثم قال متسائلا ،، من أنت ،، يا هذا ؟
قال الرجل: أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تحسب له حساب.
وتحت وطأة الذهول نظر الأب إلى أسرته ليودعها فلم يستطع، بل وجد زوجته تحل محله لتقود العربة بدلا منه، وتتحرك لتكمل رحلتها ومعها الأولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أي منهم.
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
قل إن كان آبآؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين .
صدق الله العظيم
عمو / الصادق