الصادق دهان دهايني متميز
تاريخ التسجيل : 24/02/2009 رقم العضوية : 018 عدد المشاركات : 284 نقاط : 429 العمر : 69 الإقامه : اوكرانيا/كييف الموقع : www.aldhan.com
| موضوع: الهر والبوطي (قصة) الإثنين مارس 16, 2009 10:38 pm | |
| (الهر شموخر) والبوطي قبل عدة سنوات دعوت لأسباب تتعلق بالعمل صديقي (الهر شموخر) وأرسلت أفضل سائق في المؤسسة التي أقودها لعلمي انه يتكلم لغنة أجنبية بلجة زوارية ولكنها مفهومة وتفي بالغرض وأفهمت السائق أن صديقي هذا عمل في عدة دول عربية وقد اختلطت عليه اللهجات ولكنه يفهم وينطق الكثير من الكلمات وخاصة ( معليش ، يستر الله ، تعالى غدوة ) وما أن أنهيت صلاة الظهر حتى وصل ضيفي والسائق يقطران عرقا ، والسائق يقول لي وهو ينزل حقيبة الضيف ( خوذ صاحبك دهشني دره كبده) .استقبلت صديقي السائح وهو كما يقولون خواجة فعلا بداية من شكله ونهاية باسمه أنه (الهر شموخر) القادم من سكسونيا العليا ، وتصافحنا بحرارة وانتظرنا المغرب وذهب كل منا إلى شأنه لحظة الآذان.بعد صلاة القيام أو التراويح كما يقولون جاء السائق وسألته،، كيف أن الهر (دره له كبده) ؟ فروى لي مبتهجا ما جرى في الوقت الذي كان الخواجة يتحدث مع زوجته على الهاتف.قال : في مطار طرابلس والحال رمضان وما إن خرجنا من المطار حتى التفت إلي الخواجة وهو يؤكد انه يعرف أن الصيام شعيرة دينية اثبت العلم أنها مهمة للصحة وان الأطباء ينصحون مرضاهم الآن في أوروبا بالصيام ، وتابع السائق يقول : ولم أتوقع أن يكلمني الهر في هذا الموضوع أصلا ، ولكنه باغتني بالقول أن الانترنت سهل كل شيء ، شكرته على تفهمه للأمر وشددت على احترام ما يرتبه هذا الشهر من نظم قد لا تروقه ، إلا انه لم يفهم لماذا اشكره خاصة وانه هو أيضا صائم منذ منتصف النهار.منذ تلك اللحظة يقول السائق عرفت أن ( الهر) سيتعبني ، تابعنا الطريق متخللين القرى والمزارع في محاولة حثيثة لسلوك اقرب الطرق من المطار إلى زواره ، وتجاذبنا الحديث من كل أطرافه (كلانا لم يفهم معظم ما قاله الآخر ، ولكن كلمتي (ييس و نو ) كانتا حلا مقتضبا يفيان بالغرض ،، فهؤلاء القوم العمل عندهم لا يكون إلا بتوفر عناصر معينة وهي ( الموضوع والزمان والمكان والأشخاص) لذلك لا الزمان ولا المكان ولا الموضوع ولا الناس يمكن أن يشكلوا مشروع اجتماع على عجلات سيارتي الأربعة .انتهت مكالمة المستر ( هر) وجاء فرحا بمكالمته وأشار بيده للسائق في تحية ود من بعيد في الوقت الذي واصل السائق قائلا ،،، وصلنا إلى زواره ما بين ظهر وعصر وعند مدخل المدينة مباشرة ، كان (بوطي مياه أبيض) يسير بقربنا مكتوب علية ( مياه تحليه نقية ) قال الخواجة (الهر شموخر) : ماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟ قلت : يوجد مياه تحليه نقية ، قال : ألا توجد لديكم شبكة مياه ؟ قلت في خجل وأنا صائم : طبعا توجد ولكن هذه كمية إضافية توزع على الأحياء المختلفة عن طريق مئات من (البوطيات) المياه تسير ليل نهار في الشوارع ، قال : وهل ستزداد كمية المياه إذا وزعتموها بالبوطي ؟ لماذا لا تضخونها في الشبكة وتوزعون المياه بعدالة بين الأحياء المختلفة ؟ قلت : يا (مستر) خواجة أنا سائق ولست مهندس مياه ولا موظف في المرافق .و في طرف الطريق الساحلي سار بقربنا بوطي آخر ولكن لونه اشهب وضخم الهيئة مهول العجلات مرعب الصوت مكتوب عليه ( مياه آبار صالحة للشرب ) قال الخواجة الهر شموخر : وماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟ قلت : توجد مياه آبار صالحة للشرب ، قال : مكررة ومعالجة ؟ قلت : لا إنها مياه طازجة ( من البئر إلى المائدة ) قال : أعلم أن مياه الآبار تصلح للشرب و لكن لشرب الخيل والبغال والحمير وكذلك تصلح للجمال والدجاج و لكن ليس للأطفال والرجال والنساء ، قلت : يا خواجة الله يهديك أنا سائق كما ترى ولست طبيباً .و ما أن دخلنا شارع الكورنيش حتى حدث ما كنت أخشاه ، إذ سار بجانبنا النوع الثالث من البوطيات وهو بوطي يحمل لوحة بيضاء (شعبي عام ) الذي تعرفه ، فقال الخواجة الهر شموخر : ماذا يوجد داخل هذا البوطي؟ فقلت متجاهلا السؤال : ما أجمل شارع الكورنيش يا مستر الذي نسير عليه ، قال الخواجة الهر شموخر مصرا : ماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟ قلت : يا خواجة لو تسلقنا عمود النور او تلك الشجرة العالية التي هناك يمكننا أن نشاهد جمال البحر بشكل أوضح ؟ قال الخواجة الهر شموخر بإلحاح : ماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟ قلت وكأني لم اسمعه : يا خواجة لو طاوعتني و تسلقنا هوائي البريد الموجود على الطريق الساحلي لأمكننا أن نشاهد غروب الشمس في البحر خلف هذه الكثبان الرملية الناعمة التي تتوسدها مدينة زواره ، قال الخواجة الهر شموخر وقد ضاق ذرعا من تفادي الإجابة قصدا : ماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟ قلت : أقسم لك يا خواجة أن هذا الكورنيش كان يسمى الطريق الدائري الخارجي واستغرق انجازه منذ ما قبل نهاية الحرب الباردة وكأنه يربط بين مالطا وفروه وعرائسنا يفتخرن أن مواكبهن تمر من هنا وهنا أيضا يتعلم أبناء أفريقيا السوداء مهارات السباحة على أمل ان تتاح لهم فرصة المشاركة في البطولة عالمية لعبور بحر المانش ، وقبل أن يعيد السؤال قلت للخواجة وقد أعيتني الحيلة خاصة وأنني أحسست انه بدأ يشك في أن البوطي يحمل نفايات نووية ،،، يقول السائق للخواجة (هر) : شوف يا مستر أنا نقولك ماذا يوجد داخل هذا البوطي ؟؟؟؟؟ ( والبوطي يا عمي الصادق ) متاع المجاري وقلتله هذا البوطي متاع ( …… ) أكرمك الله وصرخت في وجهه (عاجبك هكي يا خواجه يا بتاع سكسونيا السفلى) .وضحكنا جميعا بما في ذلك الخواجة هر ملاحظة : هذا الضيف اسمه (H , R , SHMOKER) وضل السائق يصر ان الرجل اسمه (هر) ،، حتى إننا صرنا جميعا نناديه بنفس الاسم والى أن غادر والهر ما زال يبحث عن ماهية حمولة البوطي وسيظل السر في صدره الى يوم الممات .عمو الصادق
عدل سابقا من قبل الصادق دهان في الأحد مايو 24, 2009 12:26 pm عدل 1 مرات | |
|
منتهي دهايني متميز
تاريخ التسجيل : 10/03/2009 رقم العضوية : 047 عدد المشاركات : 195 نقاط : 274 العمر : 59 الإقامه : طرابلس
| موضوع: مساء الخير الخميس مارس 19, 2009 6:00 pm | |
| السلام عليك ورحمه الله وبركاته
القصه.. تحمل في طياتها عبرة ..رغم كونها هزليه .. فقصه البوطيات التي كانت تملأ شوراعنا .. في من الزمن .. اكبردليل علي التخلف الى كنا نعيشه لك تحياتي ..
منتهي
| |
|